ج ٢١، ص : ١٣٦
الردة ومقاتلة المؤمنين، آتوها : أي أعطوها، وما تلبثوا بها : أي وما أقاموا بالمدينة، يعصمكم : أي يمنعكم، المعوّقين : أي المثبطين عن القتال مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، هلم إلينا : أي أقبلوا إلينا، والبأس : الشدة، والمراد به هنا الحرب والقتال، أشحة : واحدهم شحيح أي بخيل بالنّصرة والمنفعة، تدور أعينهم : أي تدير أعينهم أحداقهم من شدة الخوف، سلقوكم : أي آذوكم بالكلام، بألسنة حداد : أي ألسنة دربة سلطة تفعل فعل الحديد، أشحة على الخير : أي بخلاء حريصين على مال الغنائم، أحبط اللّه أعمالهم : أي أبطلها لإضمارهم الكفر، لو أنهم بادون فى الأعراب : أي خارجون إلى العدو مقيمون بين أهله، أسوة : أي قدوة، والمراد به المقتدى به، قضى نحبه :
أي فرغ من نذره ووفى بعهده، وصبر على الجهاد حتى استشهد كحمزة، ومصعب بن عمير، والغيظ : أشد الغضب، وكفى اللّه المؤمنين القتال : أي وقاهم شره، عزيزا : أي غالبا مستوليا على كل شىء، ظاهروهم : أي عاونوهم، من أهل الكتاب : أي من بنى قريظة، من صياصيهم : أي من حصونهم واحدها صيصية وهى كل ما يمتنع به قال الشاعر :
فأصبحت الثيران صرعى وأصبحت نساء تميم يبتدرن الصياصيا
وقذف : أي ألقى، والرعب : الخوف الشديد.
المعنى الجملي
بعد أن أمر سبحانه عباده بتقواه، وعدم الخوف من سواه - ذكر هنا تحقيق ما سلف فأبان أنه أنعم على عباده المؤمنين، إذ صرف عنهم أعداءهم وهزمهم حين تألّبوا عليهم عام الخندق.
وتفصيل هذا على ما قاله أرباب السير :
أن نفرا من اليهود قدموا على قريش فى شوال سنة خمس من الهجرة بمكة، فدعوهم إلى حرب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقالوا لهم : إن دينكم خير من دينه، ثم جاءوا غطفان وقيسا وعيلان، وحالفوا جميع هؤلاء أن يكونوا معهم عليه، فخرجت هذه القبائل ومعها قادتها وزعماؤها.


الصفحة التالية
Icon