ج ٢١، ص : ٢٧
تفسير المفردات
الروم : أمة عظيمة من ولد روم بن عيص بن إسحق بن إبراهيم، كذا قال النسابون من العرب، أدنى الأرض : أي أقربها من الروم، والأقربية بالنظر إلى أهل مكة الذين يساق إليهم الحديث، والبضع : ما بين الثلاث إلى العشر، وقال : المبرد ما بين العقدين فى جميع الأعداد، ظاهر الحياة الدنيا : هو ما يشاهدونه من زخارفها ولذاتها الموافقة لشهواتهم التي تستدعى انهما كهم فيها وعكوفهم عليها.
المعنى الجملي
روى أن فارس غزوا الروم، فوافوهم بأذرعات وبصرى من أرض الشام فغلبوا عليهم، وبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه وهو بمكة، فشق ذلك عليهم، من قبل أن الفرس مجوس، والروم أهل كتاب، وفرح المشركون بمكة وشمتوا، ولقوا أصحاب النبي وهم فرحون، وقالوا : إنكم أهل كتاب، والنصارى أهل كتاب، وقد ظهر إخواننا من أهل فارس على إخوانكم من أهل الكتاب، وإنكم إن قاتلتمونا لنظهرنّ عليكم، فأنزل اللّه هؤلاء الآيات، فخرج أبو بكر رضى اللّه عنه إلى المشركين فقال :
أفرحتم بظهور إخوانكم على إخواننا ؟ فلا تفرحوا ولا يقرّن اللّه أعينكم (لا يسرّنكم) فو اللّه لتظهرنّ الروم على فارس كما أخبرنا بذلك نبينا صلى اللّه عليه وسلم فقام إليه أبىّ ابن خلف فقال : كذبت، فقال : أنت أكذب يا عدو اللّه، اجعل بيننا أجلا أنا حبك عليه (أراهنك) على عشر قلائص منى، وعشر قلائص منك، فإن ظهرت الروم على فارس غرمت، وإن ظهرت فارس غرمت إلى ثلاث سنين، فناحبه، ثم جاء إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأخبره، فقال عليه السلام : زايده فى الخطر وماده فى الأجل، فخرج أبو بكر، فلقى أبيا، فقال : لعلك ندمت، فقال : لا، تعال أزايدك فى الخطر، وأمادك فى الأجل فاجعلها مائة قلوص إلى تسع سنين، قال : قد فعلت، فلما أراد أبو بكر الهجرة طلب منه أبى كفيلا بالخطر إن غلب، فكفل به ابنه


الصفحة التالية
Icon