ج ٢١، ص : ٦١
تفسير المفردات
تثير : أي تحرك، يبسط : أي ينشر، فى السماء : أي فى سمتها وجهتها، كسفا : أي قطعا، والودق : المطر، خلاله : واحدها خلل، وهو الفرجة بين الشيئين، لمبلسين :
أي لآيسين.
المعنى الجملي
عود على بدء، بعد أن سلى رسوله صلى اللّه عليه وسلم على ما يلاقيه من أذى قومه ببيان أنه ليس ببدع فى الرسل، فكائن من رسول قبله قد كذّب، ثم دالت الدّولة على المكذبين، ونصر اللّه رسوله والمؤمنين، أعاد الكرة مرة أخرى، فأتبع البرهان بالبرهان لإثبات الوحدانية، وإمكان البعث والنشور بما يشاهد من الأدلة فى الآفاق، مرشدة إلى قدرته، وعظيم رحمته، ثم بما يرى فى الأرض الموات من إحيائها بالمطر، وهو دليل لائح يشاهدونه، ولا يغيب عنهم الحين بعد الحين، والفينة بعد الفينة، أ فليس فيه حجة لمن اعتبر ومقنع لمن ادّكر ؟.
الإيضاح
(اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّماءِ كَيْفَ يَشاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) أي اللّه الذي يرسل الرياح فتنشئ سحابا فينشره ويجمعه جهة السماء، تارة سائرا، وأخرى واقفا، وحينا قطعا، فترى المطر يخرج من وسطه، فإذا أصاب به بعض عباده فرحوا به لحاجتهم إليه.
(وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ) أي وقد كانوا من قبل أن ينزل عليهم قانطين يائسين من نزوله، فلما جاءهم على فاقة وحاجة وقع منهم موقعا عظيما.