ج ٢١، ص : ٩٦
وقال الأعشى :
بالأبلق الفرد من تيماء منزله حصن حصين وجار غير ختّار
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه أنه سخر للانسان ما فى السموات وما فى الأرض - ذكر هنا بعض ما فيهما بقوله يولج الليل فى النهار إلخ، وبعض ما فى السموات بقوله وسخر الشمس والقمر، وبعض ما فى الأرض بقوله ألم تر أن الفلك تجرى فى البحر بنعمة اللّه، ثم ذكر أن كل المشركين معترفون بتلك الآيات، إلا أن البصير يدركها على الفور، ومن فى بصيرته ضعف لا يدركها إلا إذا وقع فى شدة، وأحدق به الخطر، فهو إذ ذاك يعترف بأن كل شىء بإرادة اللّه.
الإيضاح
(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ) أي ألم تشاهد أيها الناظر بعينيك أن اللّه يزيد ما نقص من ساعات الليل فى ساعات النهار، ويزيد ما نقص من ساعات النهار فى ساعات الليل.
والخلاصة : إنه يأخذ من الليل فى النهار، فيقصر ذاك ويطول هذا، وذاك فى مدة الصيف، إذ يطول النهار إلى الغاية، ثم يبتدئ النهار فى النقصان، ويطول الليل إلى الغاية فى مدة الشتاء.
(وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ) لمصالح خلقه ومنافعهم.
(كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) أي كل منهما يجرى بأمره إلى وقت معلوم، وأجل محدد، إذا بلغه كوّرت الشمس والقمر.
(وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) أي وأن اللّه بأعمالكم من خير وشر خبير بها لا تخفى عليه خافية من أمرها، وهو مجازيكم بها.