ج ٢٢، ص : ٧
وأطعن اللّه ورسوله فيما تأتين وما تذرن، واجعلن نصب أعينكن اتباع الأوامر وترك النواهي.
ثم ذكر السبب فى هذه الأوامر والنواهي على وجه عام فقال :
(إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) إنما يريد اللّه ليذهب عنكم السوء والفحشاء يا أهل بيت الرسول ويطهركم من دنس الفسق والفجور الذي يعلق بأرباب الذنوب والمعاصي.
وأهل بيته صلى اللّه عليه وسلم من كان ملازما له من الرجال والنساء والأزواج والإماء والأقارب، وكلما كان المرء منهم أقرب وبالنبي أخصّ وألزم كان بالارادة أحق وأجدر.
وعن ابن عباس قال :« شهدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم تسعة أشهر يأتى كل يوم باب على بن أبى طالب عند وقت كل صلاة فيقول :« السلام عليكم ورحمة اللّه، إنما يريد اللّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا، الصلاة يرحمكم اللّه، كل يوم خمس مرات ».
ثم بين ما أنعم به عليهن من أن بيوتهن مهابط الوحى بقوله :
(وَاذْكُرْنَ ما يُتْلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آياتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ) أي واذكرن نعمة اللّه عليكن، بأن جعلكن فى بيوت تتلى فيها آيات اللّه وما ينزل على الرسول من أحكام الدين ولم ينزل به قرآن، فاحمدن اللّه على ذلك واشكرنه على جزيل فضله عليكن.
ولا يخفى ما فى هذا من الحث على الانتهاء والائتمار فيما كلّفنه، كما لا يخفى ما فى تسمية ما نزل عليه من الشرائع بالحكمة، إذ فيه الحكمة فى صلاح المجتمع فى معاشه ومعاده، فمن استمسك به رشد، ومن تركه ضلّ عن طريق الهدى، وسلك سبيل الردى.
(إِنَّ اللَّهَ كانَ لَطِيفاً خَبِيراً) أي إن اللّه كان ذا لطف بكنّ إذ جعلكن فى البيوت التي تتلى فيها آياته وشرائعه، خبيرا بكنّ إذ اختار كن لرسوله أزواجا.


الصفحة التالية
Icon