ج ٢٣، ص : ١١٧
حروفه، وضيعوا حدوده حتى إن أحدهم ليقول : واللّه لقد قرأت القرآن فما أسقطت منه حرفا، وقد واللّه أسقطه كله، ما يرى للقرآن عليه أثر في خلق ولا عمل، واللّه ما هو بحفظ حروفه وإضاعة حدوده، واللّه ما هؤلاء بالحكماء ولا الوزعة، لا أكثر اللّه في الناس من مثل هؤلاء.
قصص سليمان عليه السلام حين عرض الصافنات الجياد
[سورة ص (٣٨) : الآيات ٣٠ الى ٣٣]
﴿ وَوَهَبْنا لِداوُدَ سُلَيْمانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِي ِّ الصَّافِناتُ الْجِيادُ (٣١) فَقالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوارَتْ بِالْحِجابِ (٣٢) رُدُّوها عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالْأَعْناقِ (٣٣) ﴾
تفسير المفردات
الصافن من الخيل : الذي يرفع إحدى يديه أو رجليه ويقف على مقدم حافرها كما قال :
ألف الصّفون فما يزال كأنّه مما يقوم على الثلاث كسيرا
وقال النابغة :
لنا قبّة مضروبة بفنائها عتاق المهارى والجياد الصوافن
والجياد : واحدها جواد، وهو السريع العدو، كما أن الجواد من الناس السريع البذل قاله المبرد، والخير هنا : الخيل : توارت : أي غيبت عن البصر، طفق : شرع، المسح إمرار اليد على الجسم.


الصفحة التالية
Icon