ج ٢٣، ص : ٦٩
أي مريض، فراغ : أي فذهب خفية إلى أصنامهم، وأصل الروغ والروغان : الميل قال شاعرهم :
ويريك من طرف اللسان حلاوة ويروغ عنك كما يروغ الثعلب
باليمين : أي بقوة وشدة، يزفون : أي يسرعون من زفّ النعام، أي أسرع.
الإيضاح
(وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) أي وإن ممن سار على نهج نوح، وسلك طريقه، فى اعتقاد التوحيد والبعث، والتصلب في دين اللّه، ومصابرة المكذبين - إبراهيم صلوات اللّه عليه.
(إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) أي إذ أخلص قلبه لربه وجعله خاليا من كل شئون الحياة الدنيا، فلا غش لديه ولا حقد، ولا شىء مما يشينه من العقائد الزائفة، والصفات القبيحة.
ثم فصل ما سلف فقال :
(إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ ؟ ) أي جاء بقلب سليم حين قال منكرا على أبيه وقومه عبادة الأصنام والأوثان : أىّ شىء تعبدون ؟
وهذا منه استنكار وتوبيخ لهم على ما يعبدون، إذ لا ينبغى لعاقل أن يركن إلى مثل هذه المعبودات التي لا تضر ولا تنفع.
ثم بين الإنكار وفسره بقوله :
(أَإِفْكاً آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ ؟ ) أي أ تريدون آلهة من دون اللّه تعبدونها إفكا وكذبا، دون أن تركنوا في ذلك إلى دليل من نصّ، ولا تأييد من نقل، إن هذا منكم إلا خبال وخطل في الرأى.
(فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) أي أىّ شىء ظنكم برب العالمين الحقيق بالعبادة ؟ أي أعلمتم أىّ شىء هو، حتى جعلتم الأصنام شركاء له ؟