ج ٢٣، ص : ٧٧
عن أن تأكل معى وأنا واللّه يوسف بن يعقوب نبى اللّه ابن إسحاق ذبيح اللّه ابن إبراهيم خليل اللّه.
(ب) ما روى عن أبى الأحوص قال : افتخر رجل عند ابن مسعود فقال أنا فلان ابن فلان ابن الأشياخ الكرام، فقال ابن مسعود : ذلك يوسف بن يعقوب ابن إسحاق ذبيح اللّه ابن إبراهيم خليل اللّه.
(ح) ما حكاه البغوي عن عمر وعلىّ وابن مسعود والعباس أنه إسحاق.
ولكعب الأحبار ضلع في هذه الأخبار وأمثالها التي تلقاها المسلمون عنه، وكان يحدّث بها عن الكتب القديمة وهى جامعة بين الغثّ والسمين ثقة بأن عمر رضى اللّه عنه قد استمع منه، ومن ثم احتاج الثقات إلى تمحيصها، وعزل جيدها من بهرجها وصحيحها من سقيمها.
٢ - ومن قائل إنه إسماعيل وهو الذي يساوقه صحيح النظر ونصوص القرآن ويؤيده.
ا - رواية ذلك عن ابن عباس، فقد روى عطاء بن أبى رباح عنه أنه قال : المفدى هو إسماعيل عليه السلام وزعمت اليهود أنه إسحاق وكذبت اليهود.
(ب) روى مجاهد عن ابن عمر أنه قال : الذبيح إسماعيل.
(ح) أن ابن إسحاق قال : سمعت محمد بن كعب القرظي يقول : إن الذي أمر اللّه ذبحه من ابنيه هو إسماعيل، وإنا لنجد ذلك في كتاب اللّه تعالى فإنه بعد أن فرغ من قصة المذبوح من ابني إبراهيم قال :« وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ » وقال :
« فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ » فلم يكن يأمره بذبح إسحاق وله فيه من الموعد ما وعده، وما الذي أمر بذبحه إلا إسماعيل - قال ابن إسحاق سمعته يقول ذلك كثيرا.
وعلى الجملة فظاهر نظم الآية والروايات التي يروونها يؤيد أنه إسماعيل، ولكن اليهود حسدوا العرب على أن يكون أباهم هو الذي كان من أمر اللّه فيه ما كان ومن