ج ٢٣، ص : ٩٥
تفسير المفردات
الذكر : الشرف كما قال « وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ » الذين كفروا هم رؤساء قريش، فى عزة : أي في استكبار عن اتباع الحق ومتابعة غيرهم فيه والعزة أيضا الغلبة والقهر كما قالوا في أمثالهم : من « عزّ بزّ » أي : من غلب سلب، شقاق : أي مخالفة لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من قولهم : فلان في شقّ غير شق صاحبه، فنادوا : أي استغاثوا، لات : أي ليس الحين، مناص : أي فرار وهرب، عجاب : أي بالغ في العجب نحو قولهم طويل وطوال أي إنه من نوائب الدهر فلا حيلة لنا إلا الصبر عليه، الملة :
الآخرة : هى ملة النصارى، اختلاق : أي كذب وافتراء، فليرتقوا : أي فليصعدوا، فى الأسباب : أي في المعارج والطرق التي يتوصل بها إلى الاستيلاء على العرش، قاله مجاهد وقتادة. ومنه قول زهير :
ومن هاب أسباب المنايا ينلنه وإن يرق أسباب السماء بسلّم
جند ما : أي جند كثير عظيم كقولهم « لأمر ما جدع قصير أنفه »، مهزوم : أي مغلوب، الأحزاب : أي المجتمعين لإيذاء محمد وكسر شوكته وإبطال دينه.
الإيضاح
(ص) تقدم الكلام في مثل هذا مرارا وقلنا إن هذه حروف يراد بها تنبيه المخاطب للاصغاء إلى ما يراد بعده من الكلام لأهميته نحو ألا، ويا، وينطق بأسمائها فيقال (صاد) بالسكون.
(وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ) أي أقسم بالقرآن ذى الشرف والرفعة إنه لمعجز، وإن محمدا لصادق فيما يدّعيه من النبوة، وإنه مرسل من ربه إلى الأسود والأحمر، وإن كتابه لمنزل من عنده :
ثم بين السبب الحقيقي في كفرهم فقال :
(بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقاقٍ) أي إنهم ما كفروا به لأنهم لم يجدوا فيه