ج ٢٤، ص : ١٠٣
بعض بالسيوف، يا رجل إن كان إنما بك الحاجة جمعنا لك حتى تكون أغنى قريش رجلا، وإن كان إنما بك الباءة فاختر أي نساء قريش شئت فلنزوجك عشرا، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : فرغت ؟ قال : نعم، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم :
«
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.
حم. تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ. كِتابٌ فُصِّلَتْ آياتُهُ »
- حتى بلغ - « فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ » فقال عتبة : حسبك حسبك، ما عندك غير هذا ؟ قال : لا، فرجع إلى قريش فقالوا : ما وراءك ؟ قال ما تركت شيئا أرى أنكم تكلمونه به إلا كلمته، قالوا فهل أجابك ؟ قال والذي نصبها بنية (يريد الكعبة) ما فهمت شيئا مما قال غير أنه أنذركم صاعقة مثل صاعقة عاد وثمود، قالوا ويلك يكلمك الرجل بالعربية وما تدرى ما قال ؟
قال لا واللّه ما فهمت شيئا مما قال غير ذكر الصاعقة ».
وأخرج أبو نعيم والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال :« لما قرأ النبي صلّى اللّه عليه وسلم على عتبة بن ربيعة حم أتى أصحابه فقال يا قوم : أطيعونى في هذا اليوم واعصوني بعده، فو اللّه لقد سمعت من هذا الرجل كلاما ما سمعت أذنى قط كلاما مثله وما دريت ما أرد عليه ».
وفي هذا الباب روايات كثيرة تدل على اجتماع قريش وإرسالهم عتبة بن ربيعة وتلاوته صلّى اللّه عليه وسلم أول هذه السورة عليه.
ومناسبتها ما قبلها :
(١) إنهما اشتركتا في تهديد قريش وتقريعهم، فقد توعدهم في السورة السابقة بقوله :« أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ » إلخ وهددهم هنا بقوله :« فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ ».
(٢) إن كلتيهما بدئت بوصف الكتاب الكريم.


الصفحة التالية
Icon