ج ٢٤، ص : ١٠٩
تفسير المفردات
فى يومين : أي في نوبتين، والرواسي : الجبال الثوابت، أقواتها : أي أقوات أهلها، سواء : أي كاملة لا نقصان فيها ولا زيادة، للسائلين : أي لطالبى الأقوات المحتاجين إليها، استوى : أي عمد وقصد نحوها قصدا سويا من قولهم استوى إلى مكان كذا إذا توجه إليه توجها لا يلتفت معه إلى عمل آخر، دخان : أي مادة غازية أشبه بالدخان، فقضاهن : أي فرغ من تسويتهن، أمرها : أي شأنها وما هى مستعدة له واقتضت الحكمة أن يكون فيها، بمصابيح : أي بكواكب ونجوم، وحفظا : أي وحفظناها حفظا من الآفات.
المعنى الجملي
بعد أن أمر رسوله بأن يقول للمشركين : إن ما تلقيته بالوحى أن إلهكم إله واحد، فأخلصوا له العبادة - أردف هذا ما يدل على كمال قدرته وحكمته في خلق السموات والأرض على أطوار مختلفة متعاقبة وأكمل لكل منها ما هى مستعدة له، وزين السماء بالنجوم والكواكب الثوابت والسيارات، ولا عجب فذلك تقدير العزيز الغالب على أمره، العليم بكل ما فيهما لا يخفى عليه شىء منهما، فكيف يسوغ لكم أن تجعلوا الأوثان والأصنام شركاء له، وليس لها شىء في خلقهما وتقديرهما، تعالى اللّه عن ذلك.
الإيضاح
(قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ ؟ ) أي قل أيها الرسول لمشركى قومك توبيخا وتقريعا. كيف تكفرون باللّه الذي خلق الأرض التي تقلّكم