ج ٢٤، ص : ٥٦
تفسير المفردات
يوم الآزفة : يوم القيامة وسميت بذلك لقربها يقال أزف السفر : أي قرب، قال :
أزف الترحّل غير أنّ ركابنا لما تزل برحالنا وكأن قد
والحناجر : واحدها حنجرة أو حنجور كحلقوم لفظا ومعنى، وهى لحمة بين الرأس والعنق، كاظمين : أي ممسكين أنفسهم على قلوبهم لئلا تخرج، والحميم : القريب، خائنة الأعين : يراد بها النظر إلى ما لا يحل، ما تخفى الصدور : أي ما تكتمه الضمائر.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فيما سلف أن الأنبياء ينذرون الناس بيوم التلاقي - أعقب ذلك بذكر أوصاف هائلة تصطك منها المسامع، وتشيب من هولها الولدان لهذا اليوم المهيب.
الإيضاح
(وَ أَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَناجِرِ كاظِمِينَ) أي وأنذر أيها الرسول مشركى قومك يوم القيامة، ليقلعوا عن قبيح أعمالهم، وذميم معتقداتهم التي يستحقون عليها شديد العذاب، ذلك اليوم الذي يعظم فيه الخوف حتى ليخيل أن القلوب قد شخصت من الصدور، وتعلقت بالحلوق، فيرومون ردها إلى مواضعها من صدورهم، فلا هى ترجع ولا هى تخرج من أبدانهم فيموتوا.
ثم بين أنه لا ينفع الكافرين في ذلك اليوم أحد فقال :
(ما لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ) أي ليس للذين ظلموا أنفسهم بالشرك باللّه قريب ينفعهم، ولا شفيع تقبل شفاعته لهم، بل تقطعت بهم الأسباب من كل خير.