ج ٢٦، ص : ١٠٠
روى أنه لما نزل قوله « وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَما تَوَلَّيْتُمْ » الآية. قال أهل الزمانة :
كيف بنا يا رسول اللّه ؟ فأنزل اللّه :« لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى حَرَجٌ » الآية.
وقال مقاتل : عذر اللّه أهل الزمانة الذين تخلفوا عن المسير إلى الحديبية بهذه الآية.
ثم رغّب سبحانه فى الجهاد وطاعة اللّه ورسوله، وأوعد على تركه بقوله :
(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ، وَمَنْ يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذاباً أَلِيماً) أي ومن يطع اللّه ورسوله فيجيب الداعي إلى حرب أعدائه أهل الشرك دفاعا عن دينه وإعلاء لكلمته - يدخله يوم القيامة جنات تجرى من تحتها الأنهار، ومن يعص اللّه ورسوله فيتخلف عن القتال إذا دعى إليه - يعذبه عذابا موجعا فى نار جهنم.
[سورة الفتح (٤٨) : الآيات ١٨ الى ١٩]
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً (١٨) وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً (١٩)
تفسير المفردات
الرضا : ما يقابل السخط، يقال رضى عنه ورضى به ورضيته، والمراد بالمؤمنين أهل الحديبية، ورضاه عنهم لمبايعتهم رسوله صلّى اللّه عليه وسلم، والشجرة : سمرة (شجرة طلح - وهى المعروفة الآن بالسنط) بايع المؤمنون تحت ظلها رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، ما فى قلوبهم : أي من الصدق والإخلاص فى المبايعة، والسكينة :
الطمأنينة والأمن وسكون النفس، فتحا قريبا : هو فتح خيبر عقب انصرافهم من


الصفحة التالية
Icon