ج ٢٦، ص : ٢٩
الإيضاح
(وَاذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) أي واذكر أيها الرسول لقومك المكذبين ما جئتهم به من الحق - هودا أخا عاد، فقد كذبه قومه بالأحقاف حين أنذرهم بأس اللّه وشديد عذابه، وقد مضت رسل من قبله ومن بعده منذرة أممها ألا تشركوا مع اللّه شيئا فى عبادتكم إياه، بل أخلصوا له العبادة، وأفردوا له الألوهة، وقد كانوا أهل أوثان يعبدونها من دون اللّه، فقال لهم ناصحا : إنى أخاف عليكم عذاب يوم عظيم الهول « يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ».
وحين نصحهم بذلك أجابوه :
(قالُوا أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا ؟ فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) أي قال قومه له : أ جئتنا لتصرفنا عن عبادة آلهتنا إلى عبادة ما تدعونا إليه، وإلى اتباعك فيما تقول ؟ هلمّ فهات ما تعدنا به من العذاب على عبادة ما نعبد من الآلهة إن كنت صادقا فى قولك وعدتك.
والخلاصة - أ تزيلنا بضروب من الكذب عن آلهتنا وعبادتها ؟ فأتنا بما تعدنا من معالجة العذاب على الشرك إن كنت صادقا فى وعيدك، وقد استعجلوا عذاب اللّه وعقوبته استبعادا منهم لوقوعه كما قال تعالى. « يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِها ».
فردّ هود عليهم مقالهم :
(قالَ إِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ) أي قال : إنما العلم بوقت نزوله عند اللّه وحده لا عندى، فلا أستطيع تعجيله ولا أقدر عليه، ثم بين وظيفته فقال :