ج ٢٧، ص : ١٣٥
تفسير المفردات
الثلة : الجماعة قلّت أو كثرت، وقيل الجماعة الكثيرة من الناس كما قال :
وجاءت إليهم ثلّة خندفيّة بجيش كتيّار من السيل مزبد
موضونة من الوضن وهو : النسج، والولدان : واحدهم ولد، مخلدون : أي مبقون أبدا على هذه الصفة، أكواب : أي آنية لا عرا لها ولا خراطيم، أباريق : واحدها إبريق وهو إناء له خرطوم. قال عدىّ بن الرّقاع :
ودعوا بالصّبوح يوما فجاءت به قينة فى يمينها إبريق
كأس من معين : أي خمر جارية من العيون كما قال ابن عباس وقتادة، والمراد أنها لم تعصر كخمر الدنيا، لا يصدّعون عنها، أي لا يلحقهم صداع بسببها كما يحدث ذلك فى خمر الدنيا، ولا ينزفون : أي ولا تذهب عقولهم بالسكر منها، يقال نزف الشارب إذا ذهب عقله، ويقال للسكران نزيف ومنزوف، يتخيرون : أي يختارون ويرضون، حور : واحدتهن حوراء : أي بيضاء، عين : واحدتهن عيناء : أي واسعة العينين، المكنون : المصون الذي لم تمسسه الأيدى وهو أصفى وأبعد من التغير قال :
قامت تراءى بين سجفى كلّة كالشمس يوم طلوعها بالأسعد
أو درّة صدفيّة غوّاصها بهج متى يرها يهلّ ويسجد
لغوا : أي هزاء لا خير فيه، ولا تأثيما : أي ما يقال حين سماعه وقعتم فى الإثم.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر أن الناس يوم القيامة أصناف ثلاثة : سابقون وأصحاب ميمنة وأصحاب مشأمة - أعقب ذلك بذكر ما يتمتع به السابقون من النعيم فى فرشهم وطعامهم وشرابهم ونسائهم وأحاديثهم التي تدل على صفاء النفس، وأدب الخلق، وسمو العقل.