ج ٢٧، ص : ١٥٣
[سورة الواقعة (٥٦) : الآيات ٨٣ الى ٩٦]
فَلَوْ لا إِذا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْ لا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٨٧)
فَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ (٩١) وَأَمَّا إِنْ كانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (٩٢)
فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (٩٦)
تفسير المفردات
لو لا : حرف يفيد الحث على حصول ما بعده على سبيل الاستحسان أو الوجوب، والحلقوم : مجرى الطعام، ونحن أقرب إليه منكم : أي علما وقدرة، مدينين : أي محاسبين مجزيين، أو مملوكين مقهورين من قولهم دان السلطان الرعية إذا استذلهم واستعبدهم، والروح : الاستراحة، ريحان : أي رزق، من المكذبين الضالين :
هم أصحاب الشمال، فنزل : أي فجزاؤه نزل، وتصلية جحيم : أي إدخال فى النار، حق اليقين : أي حق الخبر اليقين الذي لا شك فيه :
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه جحود الكافرين بآياته وتكذيبهم رسوله وكتابه، وقولهم فيه : إنه سحر أو افتراء، واعتقادهم أن رزقهم من الأنواء - أردف ذلك توبيخهم على ما يعتقدون، فإنه إذا كان لا بد للفعل من فاعل، وقد جحدتم اللّه وكذبتم رسوله فالفاعل لهذا كله أنتم، لأن الخالق إما اللّه وإما أنتم، فإذا نفيتم اللّه فأنتم الخالقون،