ج ٢٧، ص : ٣٦
بقولهم هذا فى الرسول وفى الدين غرور الناس وكيد الرسول، فإن كان هذا ما يريدون فكيدهم راجع إليهم ووباله على أنفسهم، فثق باللّه وامض لما أمرك به.
قال فى فتح البيان : والظاهر أنه من الإخبار بالغيب، فإن السورة مكية، وذلك الكيد كان وقوعه ليلة الهجرة، ثم أهلكهم اللّه تعالى ببدر عند انتهاء سنين عدتها عدة ما هنا من كلمة (أم) وهى خمس عشرة، فإن بدرا كانت فى الثانية من الهجرة وهى الخامسة عشرة من النبوة، وأذلهم فى غير موطن، ومكر سبحانه بهم (وَمَكَرُوا، وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ) اه.
(أَمْ لَهُمْ إِلهٌ غَيْرُ اللَّهِ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) أي بل ألهم إله غير اللّه يعينهم ويحرسهم من عذاب اللّه ؟ تنزه ربنا عن الشريك وعما يعبدونه سواه.
وفى هذا إنكار شديد على المشركين فى عبادتهم للأصنام والأنداد مع اللّه تعالى.
[سورة الطور (٥٢) : الآيات ٤٤ الى ٤٩]
وَإِنْ يَرَوْا كِسْفاً مِنَ السَّماءِ ساقِطاً يَقُولُوا سَحابٌ مَرْكُومٌ (٤٤) فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٤٦) وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذاباً دُونَ ذلِكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (٤٧) وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنا وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ (٤٨)
وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبارَ النُّجُومِ (٤٩)
تفسير المفردات
كسفا : أي قطعة، مركوم : أي متراكم ملقى بعضه على بعض، يصعقون : أي يقتلون، دون ذلك : أي قبله، وهو ما أصابهم من القحط سبع سنين، بأعيننا : أي


الصفحة التالية
Icon