ج ٢٧، ص : ٨٦
المعنى الجملي
بعد أن ذكر قصص قوم نوح وما فيه من العبرة لمن تدبر وفكر، أعقبه بقصص عاد قوم هود، ليبين للمكذبين أن عاقبة كل مكذب الهلاك والبوار وإن تعددت أسبابه.
ومن لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الأسباب والموت واحد
فقد أرسل اللّه عليهم ريحا عاصفا، لصوتها صرير حين هبوطها فى يوم شؤم عليهم، واستمر بهم البلاء حتى حل بهم الدمار، وكانت الريح لشدتها تقتلع الناس من الأرض وترفعهم إلى السماء ثم ترمى بهم على رءوسهم، فتندقّ رقابهم، وتبين من أجسامهم، فانظروا أيها المكذبون إلى ما حل بهم من العذاب جزاء تكذيبهم لرسوله، كما هى سنة اللّه فى أمثالهم من المكذبين.
الإيضاح
(كَذَّبَتْ عادٌ) أي كذبت عاد نبيهم هودا فيما أتاهم به عن اللّه، كما كذبت قوم نوح من قبلهم نبيهم.
(فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ) أي فانظروا معشر قريش، كيف كان عذابى إياهم، وعقابى لهم على كفرهم باللّه، وتكذيبهم رسوله هودا، وإنذارى من سلك سبيلهم وتمادى فى الغىّ والضلال بحلول مثل ذلك العقاب به.
وفى هذا توجيه لقلوب السامعين إلى الإصغاء لما يلقى عليهم قبل ذكره، وتعجيب من حالهم بعد بيانه، كأنه قيل : كذبت عاد فانظروا كيف كان عذابى وإنذارى لهم به قبل نزوله.
ثم فصّل ما أجمله أولا فقال :