ج ٢٧، ص : ٩٢
وقصارى ذلك - إنهم بادوا عن آخرهم ولم تبق منهم باقية، وهمدوا كما يهمد يبيس الزرع والنبات.
(وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ؟ ) مرّ بيان هذا.
(٤) قصص قوم لوط
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ٣٣ الى ٤٠]
كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ بِالنُّذُرِ (٣٣) إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ (٣٤) نِعْمَةً مِنْ عِنْدِنا كَذلِكَ نَجْزِي مَنْ شَكَرَ (٣٥) وَلَقَدْ أَنْذَرَهُمْ بَطْشَتَنا فَتَمارَوْا بِالنُّذُرِ (٣٦) وَلَقَدْ راوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنا أَعْيُنَهُمْ فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٧)
وَلَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُكْرَةً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (٣٨) فَذُوقُوا عَذابِي وَنُذُرِ (٣٩) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (٤٠)
تفسير المفردات
حاصبا : أي ريحا ترميهم بالحصباء وهى الحصا، قال فى الصحاح : الحاصب الريح الشديدة التي تثير الحصباء، والحصب (بفتحتين) ما تحصب به النار : أي ترمى، وكل ما ألقيته فى النار فقد حصبتها به، والسحر : السدس الأخير من الليل، وقال الراغب : السحر والسّحرة : اختلاط ظلام آخر الليل بصفاء النهار، والبطش : الأخذ الشديد بالعذاب، فتماروا بالنذر : أي فشكوا فى الإنذارات ولم يصدقوها، راودوه عن ضيفه : أي صرفوه عن رأيه فيهم فطلبوا منه أن يسلم إليهم أضيافه ليفجروا بهم، فطمسنا أعينهم : أي فحجبناها عن الأبصار فلم تر شيئا، بكرة : أي أول النهار، مستقرّ :
أي دائب بهم إلى أن يهلكوا.