ج ٢٧، ص : ٩٦
(فَأَخَذْناهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ) أي فعاقبناهم بكفرهم باللّه - عقوبة مقتدر على ما يشاء غير عاجز ولا ضعيف.
توبيخ قريش على كفرهم بربهم
[سورة القمر (٥٤) : الآيات ٤٣ الى ٤٦]
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُولئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَراءَةٌ فِي الزُّبُرِ (٤٣) أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُنْتَصِرٌ (٤٤) سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ (٤٥) بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهى وَأَمَرُّ (٤٦)
تفسير المفردات
براءة : أي صك مكتوب بالنجاة من العذاب، والزبر : الكتب السماوية واحدها زبور، يولون : أي يرجعون، والدبر : أي الأدبار هار بين منهزمين، والساعة : هى القيامة، موعدهم : أي موعد عذابهم، أدهى : أي أعظم داهية وهى الأمر الفظيع الذي لا يهتدى الخلاص منه، يقال دهاه أمر كذا : أي أصابه، وأمرّ : أي أشد مرارة فى الذوق والمراد الشدة والهول.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سبحانه قصص قوم نوح وعاد وثمود وقوم لوط وقوم فرعون، وفصّل ما أصيبوا به من عذاب اللّه الذي لا مرد له، بسبب كفرهم بآياته وتكذيبهم لرسله - أعقب هذا بتنبيه كفار قريش إلى أنهم إن لم يثوبوا إلى رشدهم ويرجعوا عن غيهم فستحل بهم سنتنا، ويحيق بهم من البلاء مثل ما حل بأضرابهم من المكذبين من قبلهم، ولا يجدون عنه محيصا ولا مهربا، ثم خاطبهم خطاب إنكار


الصفحة التالية
Icon