ج ٢٨، ص : ١٠١
شرح المفردات
نودى للصلاة : أي النداء الثاني الذي كان يفعل بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا خرج فجلس على المنبر، أما النداء الأول على الزوراء (أعلى دار بالمدينة حينئذ بقرب المسجد) فقد زاده عثمان لكثرة الناس، فاسعوا : أي فامشوا، وذكر اللّه : هو الصلاة، وذروا البيع : أي اتركوه، فانتشروا : أي فتفرقوا، من فضل اللّه :
أي من رزقه، والمراد باللهو : الطبول والمزامير ونحوها، انفضّوا : أي انصرفوا، قائما :
أي على المنبر وأنت تخطب.
المعنى الجملي
بعد أن نعى على اليهود فرارهم من الموت حبّا فى الدنيا والتمتع بطيباتها - ذكر هنا أن المؤمن لا يمنع من اجتناء ثمار الدنيا وخيراتها مع السعى لما ينفعه فى الآخرة كالصلاة يوم الجمعة فى المسجد مع الجماعة، فعليه أن يعمل للدنيا والآخرة معا، فما الدنيا إلا مزرعة الآخرة كما
ورد فى الأثر « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ».
ثم نعى على المسلمين فى عهد الرسول صلى اللّه عليه وسلم تشاغلهم عن سماع عظاته وهو يخطب على المنبر بأمور الدنيا من تجارة وضرب دفّ وغناء بالمزامير ونحو ذلك، وأبان لهم أنّ ما عند اللّه من الثواب والنعيم المقيم خير لهم من خيرات الدنيا والتمتع بلذاتها الفانية.
الإيضاح
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) أي إذا أذّن المؤذن بين يدى الإمام وهو على المنبر فى يوم الجمعة للصلاة


الصفحة التالية
Icon