ج ٢٨، ص : ١٠٦
بالطابع على ما يراد حفظه حتى لا يؤخذ منه شىء، لا يفقهون : أي لا يعلمون، تعجبك أجسامهم : أي لصباحتها وتناسب أعضائها، تسمع لقولهم : أي لفصاحتهم وحسن حديثهم، خشب : واحدها خشباء وهى الخشبة التي نخرجوفها، والصيحة : الصوت، قاتلهم اللّه : أي لعنهم وطردهم من رحمته، يؤفكون : أي يصرفون عما هم عليه.
المعنى الجملي
وصف اللّه تعالى المنافقين بأوصاف هى منتهى الشناعة والقبح :
(١) أنهم كذابون يقولون غير ما يعتقدون.
(٢) أنهم لا يبالون بالحلف باللّه كذبا، سترا لنفاقهم، وحقنا لدمائهم.
(٣) أنهم جبناء، فهم على ضخامة أجسامهم، وفصاحة ألسنتهم، يظنون أن كل مناد ينادى إنما يقصدهم للإيقاع بهم.
الإيضاح
(إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ) أي إذا حضر مجلسك المنافقون كعبد اللّه بن أبىّ وصحبه قالوا نشهد شهادة لا نشك فى صدقها، إنك رسول من عند اللّه حقا، أوحى إليك وحيه، وأنزل عليك كتابه رحمة منه بعباده.
ثم أنى بجملة معترضة بين ما قبلها وما بعدها، تحقيقا لرسالته فقال :
(وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ) أي واللّه يعلم إنك لرسوله إلى الناس كافة بشيرا ونذيرا، لتنقذهم من الضلال إلى الهدى.
ثم بيّن كذبهم فى مقالهم الذي حدّثوا به فقال :
(وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) فيما أخبروا به، لأنهم لا يعتقدون صدق ما يقولون ولا تواطئ قلوبهم ألسنتهم فى هذه الشهادة.