ج ٢٨، ص : ١١٤
صلى اللّه عليه وسلم فإنه العزيز وأنت الذليل، فرجع حتى لقى رسول اللّه، وكان إنما يسير ساقة (فى آخر الجيش)، فشكا إليه ما صنع ابنه، فأرسل إليه النبي صلى اللّه عليه وسلم أن خلّ عنه يدخل ففعل ».
(وَلكِنَّ الْمُنافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ) أن العزة للّه ولرسوله وللمؤمنين، وأن العاقبة للمتقين، وأن اللّه ينصر من ينصره كما قال « كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي » وسنته تعالى لا تبديل فيها ولا تغيير، وهو لا بد جاعل عباده المؤمنين هم الأعزاء كما وعد، وجاعل مخالفيه هم الأذلاء.
ولا دخل للمال والنشب، ولا للحسب والنسب، فى تلك القوّة التي يمد بها من يشاء، والنصرة التي يمنحها عباده المخلصين، وإن اللّه منجز وعده لنبيه، كما أنجزه لمن قبله من رسله، وقد تم لهم الظفر على أعدائهم الضالين.
[سورة المنافقون (٦٣) : الآيات ٩ الى ١١]
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (٩) وَأَنْفِقُوا مِنْ ما رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَنِي إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ (١٠) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (١١)
شرح المفردات
لا تلهكم : أي لا تشغلكم، وذكر اللّه : العبادات المذكرة به، والمال والأولاد يراد بها زخرف الدنيا، الخاسرون فى تجارتهم : إذ باعوا العظيم بالحقير، لو لا : كلمة تفيد تمنى حصول ما بعدها.