ج ٢٨، ص : ١١٧
لا يزيد ولا ينقص فماذا يفيد التمني، وماذا ينفع الندم والحسرة ؟ وذلك ما عناه سبحانه بقوله :
(وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذا جاءَ أَجَلُها) فعليكم أن تستعدوا قبل حلول الأجل، وتهيئوا الزاد ليوم المعاد « فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ. وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوازِينُهُ فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ. وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ. نارٌ حامِيَةٌ ».
وفى هذا عبرة لمن اعتبر، ولم يفرّط فى أداء الحقوق والواجبات.
ثم حذرهم وأنذرهم بأنه رقيب عليهم فى كل ما يأتون وما يذرون فقال :
(وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فمجازيكم على الإحسان إحسانا، وعلى الإساءة إعراضا عنه وسخطا، وبعدا عن رضوانه : إنك لا تجنى من الشوك العنب.
وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله.
تضمنت هذه السورة شيئين
(١) وصف المنافقين وبيان سيىء خصالهم من الكذب والأيمان الفاجرة والجبن.
(٢) حث المؤمنين على الطاعة وإنفاق المال قبل انقضاء الأجل.