ج ٢٨، ص : ٤٠
تعالى الواشمات « ١ » والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات لخلق اللّه، فبلغ ذلك امرأة من بنى أسد يقال لها أم يعقوب كانت تقرأ القرآن فقالت بلغني أنك لعنت كيت وكيت، فقال : ما لى لا ألعن من لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو فى كتاب اللّه عز وجل، فقالت : لقد قرأت ما بين لوحى المصحف فما وجدته، قال إن كنت قرأته فقد وجدته، أما قرأت قوله تعالى :« وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا » قالت بلى، قال : فإنه صلى اللّه عليه وسلم قد نهى عنه ».
وعن أبى رافع أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال :« لا ألفينّ أحدكم متكئا على أريكته يأتيه أمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول لا أدرى، ما وجدنا فى كتاب اللّه اتبعناه ».
ثم حذرهم من مخالفة أوامر اللّه ونواهيه فقال :
(وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ) أي واتقوا اللّه فامتثلوا أوامره، واتركوا نواهيه، فإنه شديد العقاب لمن عصاه، وخالف أمره وأباه، وارتكب ما عنه زجره ونهاه، ورسوله ترجمان عما يريده اللّه لخير عباده وسعادتهم فى الدنيا والآخرة.
[سورة الحشر (٥٩) : الآيات ٨ الى ١٠]
لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (٨) وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُا الدَّارَ وَالْإِيمانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٩) وَالَّذِينَ جاؤُ مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنا وَلِإِخْوانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونا بِالْإِيمانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ (١٠)

________________________________________
(١) الوشم : غرز الإبرة فى عضو من الجسم ثم حشوه بالكحل، والمستوشمة : التي تطلب فعل ذلك، والمتنمصة : هى التي تنتف الشعر من الوجه وغيره، والمتفلجة : هى التي تتكلف تفريج ما بين الثنايا بطرق صناعية.


الصفحة التالية
Icon