ج ٢٨، ص : ٥٦
تفسير المفردات
خاشعا : أي منقادا متذللا، متصدعا : أي متشققا، خشية اللّه : أي خوفه وشديد عقابه، الغيب : ما غاب عن الحسّ من العوالم التي لا نراها، والشهادة : ما حضر من الأجرام المادية التي نشاهدها، القدوس : أي المنزه عن النقص، السلام : أي الذي سلم الخلق من ظلمه، إذ جعلهم على نظم كفيلة برقيهم، المؤمن : أي واهب الأمن فكل مخلوق يعيش فى أمن فالطائر فى جوّه، والحية فى وكرها، والسمك فى البحر تعيش كذلك، ولا يعيش قوم على الأرض ما لم يكن هناك حراس يحرسون قراهم وإلا هلكوا، العزيز : أي الغالب على أمره، الجبار : أي الذي جبر خلقه على ما أراد وقسرهم عليه، المتكبر : أي البليغ الكبرياء والعظمة، سبحان اللّه عما يشركون : أي تنزه ربنا عما يصفه به المشركون، الخالق : أي المقدر للأشياء على مقتضى الحكمة، والبارئ : أي المبرز لها على صفحة الوجود بحسب السنن التي وضعها والغرض الذي خلقت له، المصوّر : أي الموجد للأشياء على صورها ومختلف أشكالها كما أراد، الأسماء الحسنى : أي الأسماء الدالة على محاسن المعاني التي تظهر فى مظاهر هذا الوجود، فنظم هذه الحياة وبدائع ما فيها دليل على كمال صفاته، وكمال الصفة يرشد إلى كمال الموصوف.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فرق المضلين من المنافقين، والضالين من اليهود وغيرهم، وأمر عباده المؤمنين بالتقوى، استعدادا ليوم القيامة - ذكر هنا أن لهم مرشدا عظيما وإماما هاديا هو القرآن الذي يجب أن تخشع لهيبته القلوب، وتتصدع لدى سماع عظاته الأفئدة. لما فيه من وعد ووعيد، وبشارة وإنذار، وحكم وأحكام، فلو أنا ألهمنا الجبل عقلا وفهمه وتدبر ما فيه لخشع وتصدع من خوف اللّه عز وجل، فكيف بكم