ج ٢٨، ص : ٨٦
شرح المفردات
الإسلام : الاستسلام والانقياد والخضوع للّه عز وجل، والمراد من إبطال نور اللّه بأفواههم إرادتهم إبطال الإسلام، بنحو قولهم هذا سحر مفترى، واللّه متم نوره :
أي واللّه متم الحق ومبلغه غايته، بالهدى : أي بالقرآن، ودين الحق : أي بالملة السمحة، ليظهره : أي ليعليه، على الدين كله : أي على سائر الأديان.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر فيما سلف أن الجاحدين لنبوته صلى اللّه عليه وسلم من المشركين وأهل الكتاب لما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مفترى - أردف ذلك ببيان أنهم دعوا إلى الإسلام والخضوع لخالق الخلق ومبدع العالم، وأقيمت لهم على ذلك الأدلة ونصب لهم المنار، لكنهم ظلموا أنفسهم وجحدوا النور الواضح، والبرهان الساطع.
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفمّ طعم الماء من سقم
ثم بين أن السبب فى ذلك هو سوء استعدادهم وتدسيتهم لأنفسهم، وأن مثلهم فى صد الدعوة عن الدين مثل من يريد إطفاء نور الشمس بالنفخ بقية، وأنى له بذاك ؟
فاللّه متم نوره، ومكمّل دينه مهما جدّ المشركون فى إطفائه فالرسول صلى اللّه عليه وسلم ما جاء إلا بما فيه هداية البشر وسعادتهم فى معاشهم ومعادهم، وبالدين الحق الذي لا تجد العقول مطعنا فيه، ولا طريقا إلا الاعتراف بما جاء به من حكم وأحكام.