ج ٢٩، ص : ١٢٨
الحساب، ويعطون كتبهم بشمائلهم وتسوّد وجوههم، وتتكلم جوارحهم، فيفتضحون على رءوس الأشهاد.
وأما المؤمنون فإنه عليهم يسير لا يناقشون فيه حسابا، ويمشون بيض الوجوه.
أخرج ابن أبى شيبة عن ابن عباس قال : لما نزلت « فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ » قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم :« كيف أنعم وصاحب القرن قد التقم القرن وحنى جبهته ينتظر متى يؤمر فينفخ ؟ قال أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فما تأمرنا يا رسول اللّه ؟ قال : قولوا : حسبنا اللّه ونعم الوكيل، على اللّه توكلنا ».
[سورة المدثر (٧٤) : الآيات ١١ الى ٣٠]
ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً (١١) وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً (١٢) وَبَنِينَ شُهُوداً (١٣) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً (١٤) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (١٥)
كَلاَّ إِنَّهُ كانَ لِآياتِنا عَنِيداً (١٦) سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً (١٧) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (١٨) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (١٩) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (٢٠)
ثُمَّ نَظَرَ (٢١) ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ (٢٢) ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ (٢٣) فَقالَ إِنْ هذا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ (٢٤) إِنْ هذا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ (٢٥)
سَأُصْلِيهِ سَقَرَ (٢٦) وَما أَدْراكَ ما سَقَرُ (٢٧) لا تُبْقِي وَلا تَذَرُ (٢٨) لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ (٢٩) عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ (٣٠)
شرح المفردات
ذرنى ومن خلقت وحيدا : أي دعنى وإياه، فإنى أكفيكه، ممدودا : أي كثيرا، شهودا : أي حضورا معه بمكة يتمتع بمشاهدتهم، ومهدت له تمهيدا : أي بسطت له الرياسة والجاه العريض، سأرهقه : أي سأكلفه، صعودا : أي عقبة