ج ٢٩، ص : ١٣٧
(وَيَزْدادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيماناً) أي وليزداد إيمان المؤمنين حين يرون تسليم أهل الكتاب وتصديقهم أن العدد كما قال :
ثم أكد الاستيقان وزيادة الإيمان فقال :
(وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) أي ولا يشك أهل التوراة والإنجيل والمؤمنون باللّه من أمة محمد صلى اللّه عليه وسلم فى حقيقة ذلك العدد.
ولا ارتياب فى الحقيقة من المؤمنين، ولكنه تعريض بغيرهم ممن فى قلبه شك من المنافقين.
(وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا) أي وليقول الذين فى قلوبهم شك فى صدق الرسول صلى اللّه عليه وسلم، والقاطعون بكذبه :
ما الذي أراد اللّه بهذا العدد القليل المستغرب استغراب المثل ؟
ثم بين أن الاختلاف فى الدين سنة من سنن اللّه تعالى فقال :
(كَذلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشاءُ) أي كما أضل اللّه هؤلاء المنافقين والمشركين القائلين عن عدة خزنة جهنم : أىّ شىء أراد اللّه بهذا الخبر حتى يخوّفنا بعدتهم ؟ - يضل اللّه من خلقه من يشاء، فيخذله عن إصابة الحق، ويهدى من يشاء منهم، فيوفقه لإصابة الصواب.
والخلاصة - إن مثل هذا الإضلال يضل من يشاء إضلاله لسوء استعداده، وتدسيته نفسه، وتوجيهها إلى سيىء الأعمال، واجتراح السيئات حين مشاهدة الآيات الناطقة بالهدى - ويهدى من يشاء لتوجيه اختياره إلى الحسن من الأعمال، وتزكيته نفسه كلما لاح له سبيل الهدى.
(وَما يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) أي وما يعلم عدد خلقه، ومقدار جموعه التي من جملتها الملائكة على ما هم عليه إلا اللّه عز وجل.