ج ٢٩، ص : ١٥٨
(أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى ؟ ) أي أليس الذي أنشأ هذا الخلق السوىّ من هذه النطفة المذرة بقادر على أن يعيده كما بدأه ؟ فذلك أهون من البدء فى قياس العقل كما قال :« وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ».
وقد جاء من طرق عدة « أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا قرأ هذه الآية قال : سبحانك اللهمّ وبلى
أخرج أحمد وأبو داود وابن مردويه والحاكم وصححه عن أبى هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم « من قرأ منكم :« وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ، وانتهى إلى آخرها : أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ »
فليقل : بلى وأنا على ذلكم من الشاهدين، ومن قرأ :« لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيامَةِ فانتهى إلى : أَلَيْسَ ذلِكَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى » فليقل بلى، ومن قرأ المرسلات فبلغ « فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ » فليقل آمنا باللّه »
والحمد للّه رب العالمين، وصلاته وسلامه على سيد المرسلين.


الصفحة التالية
Icon