ج ٢٩، ص : ١٨٠
(فَالْفارِقاتِ فَرْقاً) أي فالملائكة النازلين بأمر اللّه للفرق بين الحق والباطل، والهدى والغىّ.
(فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً. عُذْراً أَوْ نُذْراً) أي فالملائكة الملقيات إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق، وإنذار لهم بعقاب اللّه إن هم خالفوا أمره.
(إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) أي أقسم بهذه الأقسام إن ما وعدتم به من قيام الساعة لكائن لا محالة.
(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) أي فإذا ذهب ضوء النجوم، ونحو الآية قوله :« وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ».
(وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) أي وإذا السماء انفطرت وتشققت، وهذا كقوله :
« وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً » وقوله :« إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ » وقوله :« وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ » (وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ) أي وإذا الجبال فرقتها الرياح، فلم يبق لها عين ولا أثر، وهذا كقوله :« وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً ».
(وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) أي وإذا جعل للرسل وقت للفصل والقضاء بينهم وبين الأمم، وهذا كقوله :« يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ ».
(لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ ؟ ) أي ويقال حينئذ : لأى يوم أخّرت الأمور المتعلقة بالرسل من تعذيب الكفار وإهانتهم، وتنعيم المؤمنين ورعايتهم، وظهور ما كانت الرسل تذكره من أمور الآخرة وأحوالها، وفظاعة أهوالها.
والمراد بهذا تهويل أمر هذا اليوم وتعظيم شأنه كأنه قيل : أي يوم هذا الذي أجّل اجتماع الرسل إليه ؟ إنه ليوم عظيم.
ثم بين ذلك اليوم فقال :