ج ٢٩، ص : ٦٤
والمذكر والمؤنث كما جاء فى قوله :« لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ » وقوله :
« لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ».
(وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) أي وإن هذا القرآن لعظة وذكرى لمن يخشى عقاب اللّه فيطيع أوامره، وينتهى عما نهى عنه، وخص (المتقين) بالتذكرة والعظة، لأنهم هم الذين ينتفعون بها.
(وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ) له بسبب حبكم للدنيا وحسدكم للداعى، وإنا لنجازيكم على ذلك بما تستحقون إظهارا للعدل.
والخلاصة - إن منكم من اتقى اللّه فتذكر بهذا القرآن وانتفع به، ومنكم من مال إلى الدنيا فكذب به وأعرض عنه.
وفى هذا وعيد شديد لا يخفى.
(وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ) أي وإن هذا القرآن لحسرة عظيمة على الكافرين فى دار الدنيا إذا رأوا دولة المؤمنين، وفى الآخرة إذا رأوا ثواب المصدقين.
(وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ) أي وإنه للحق الذي لا شك فى أنه من عند اللّه لم يتقوّله محمد صلى اللّه عليه وسلم.
(فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ) أي فسبح اللّه تعالى بذكر اسمه، تنزيها له عن لرضا بالتقوّل عليه، وشكرا له على ما أوحى به إليك من هذا القرآن الجليل الشأن.
وصلى اللّه على سيدنا محمد وعلى آله وسلم.
ما تضمنته هذه السورة الكريمة
تضمنت هذه السورة ثلاثة مقاصد :
(١) هلاك الأمم المكذبة لرسلها فى الدنيا من أول السورة إلى قوله :« أُذُنٌ واعِيَةٌ »
(٢) عذاب الآخرة جزاء على التكذيب فى الدنيا.
(٣) إثبات أن القرآن العظيم وحي من عند اللّه وليس بقول شاعر ولا كاهن.