ج ٣، ص : ٢٠٣
صلى اللّه عليه وسلم بالإسلام وترك القتال، ولكن دخلوا في السلم وترك الحرب والنطق بالشهادتين.
كذلك إطلاق الإسلام على هذا الدين المعروف الذي عليه المسلمون اليوم إطلاق حادث لا يعرفه القرآن ولم ينطق به، وإنما نطق بالإسلام وأراد به الاستسلام والانقياد كما علمت مما سبق، فمن اتبعه كان مرضيا عند اللّه، ومن خالفه كان باغيا لغير دين اللّه.
المعنى الجملي
بعد أن بين سبحانه أخذ الميثاق من النبيين أن يؤمنوا بمحمد صلى اللّه عليه وسلم وينصروه - ذكر هنا أمر محمد صلى اللّه عليه وسلم أن يؤمن بالأنبياء المؤمنين به وبكتبهم، وأمته تابعة له في ذلك.
وخلاصة ذلك - إن اللّه أخذ الميثاق من النبيين المتقدمين منهم والمتأخرين على الإيمان باللّه والكتب المنزلة على أنبيائه.
الإيضاح
(قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ) أي قل آمنت أنا ومن معي بوجود اللّه ووحدانيته وتصرفه فى الأكوان.
(وَما أُنْزِلَ عَلَيْنا) وهو القرآن المنزل عليه صلوات اللّه عليه أولا، وعلى أمته بتبليغه إليهم.
(وَما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ) أي وصدقنا بأن اللّه أنزل على هؤلاء وحيا لهداية أقوامهم، وأنه موافق في جوهره والمقصود منه لما أنزل علينا كما قال تعالى :« إِنَّا أَوْحَيْنا إِلَيْكَ كَما أَوْحَيْنا إِلى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ».
(وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى ) من التوراة والإنجيل وسائر المعجزات.


الصفحة التالية
Icon