ج ٣٠، ص : ١٦٩
الشهوة فقد فعل ما تفعل البهائم، وبذلك يكون قد أخفى عمل القوة العاقلة التي اختص بها الإنسان، واندرج فى عداد الحيوان.
ولا شك أنه لا خيبة أعظم، ولا خسران أكبر من هذا المسخ الذي يجلبه الشخص لنفسه بسوء أعماله.
والمحلوف عليه الذي افتتحت به السورة - محذوف للعلم به من نظائره، وكأنه قيل :« وَالشَّمْسِ وَضُحاها... » لينزلنّ بالمكذبين منكم مثل ما نزل بثمود إذ كذبت نبيّها فأصابها العذاب، ودليل ذلك قوله بعد :« كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها » الآيات، فإنها ترشد إلى أن اللّه يعاقب من يكذب رسله، نحو ما سبق فى سورة البروج.
[سورة الشمس (٩١) : الآيات ١١ الى ١٥]
كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ ناقَةَ اللَّهِ وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاها (١٤) وَلا يَخافُ عُقْباها (١٥)
شرح المفردات
الطّغوى والطغيان : مجاوزة الحد المعتاد، انبعث : أي قام بعقر الناقة، أشقاها :
أي أشقى ثمود وهو قدار بن سالف، رسول اللّه : هو صالح عليه السلام، ناقة اللّه، أي احذروا التعرض لناقة اللّه، وسقياها : أي شربها الذي اختصها به فى يومها، فعقروها : أي فنحروها، فدمدم : أي فأطبق عليهم العذاب، يقال : دمدم عليه القبر : أي أطبقه عليه، فسواها : أي فسوى القبيلة فى العقوبة فلم يفلت منها أحد، عقباها : أي عاقبة الدمدمة وتبعتها.


الصفحة التالية
Icon