ج ٣٠، ص : ٢٦١
[سورة المسد (١١١) : الآيات ١ الى ٥]
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (١) ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ (٢) سَيَصْلى ناراً ذاتَ لَهَبٍ (٣) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (٤)فِي جِيدِها حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ (٥)
شرح المفردات
التباب : الهلاك والخسران : قال تعالى :« وَما كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبابٍ » وأبو لهب : أحد أعمام النبي صلى اللّه عليه وسلم، واسمه عبد العزّى بن عبد المطلب، وتبّ : أي قد تبّ وخسر، يصلى نارا : أي يجد حرها ويذوقه، ولهب النار :
ما يسطع منها عند اشتعالها وتوقدها، والجيد : العنق، والمسد : الليف.
الإيضاح
(تَبَّتْ يَدا أَبِي لَهَبٍ) هذا دعاء عليه بالخسران والهلاك، ونسب الهلاك إلى اليدين، لأنهما آلة العمل والبطش، فإذا هلكتا وخسرتا كان الشخص كأنه معدوم هالك.
(وَتَبَّ) أي وقد تب وهلك.
والجملة الأولى دعاء عليه بالخسران والهلاك، والجملة الثانية إخبار من اللّه بأن هذا الدعاء قد حصل، وقد خسر الدنيا والآخرة.
ثم ذكر أن ما كان يعتزّ به فى الدنيا من مال وجاه لم يغن عنه من اللّه شيئا يوم القيامة فقال :
(ما أَغْنى عَنْهُ مالُهُ وَما كَسَبَ) أي لم يفده حينئذ ماله ولا عمله الذي كان يأتيه فى الدنيا من معاداته رسول اللّه طلبا للعلوّ والظهور فكما أن ذلك لم يجده شيئا