ج ٣٠، ص : ٦
أو احتوتهم البحار فكانوا طعاما للسماك، أو أحرقتهم النيران فطاروا مع الريح.
وقد ذكر لهم من مظاهر قدرته أمورا تسعة يشاهدونها بأعينهم لا يخفى عليهم شىء منها :
(١) انبساط الأرض وتمهيدها لتصلح لسير الناس والأنعام.
(٢) سموق الجبال صاعدة فى الجوّ.
(٣) تنوّع الآدميين إلى ذكور وإناث.
(٤) جعل النوم راحة للإنسان من عناء الأعمال التي يزاولها عامة نهاره.
(٥) جعل الليل ساترا للخلق.
(٦) جعل النهار وقتا لشئون الحياة والمعاش.
(٧) ارتفاع السموات فوقنا مع إحكام الوضع ودقة الصنع.
(٨) وجود الشمس المنيرة المتوهجة.
(٩) نزول المطر وما ينشأ عنه من النبات.
فكل ذلك داع لهم أن يعترفوا أن من قدر على كل هذا فلا تعجزه إعادتهم إلى النشأة الآخرة.
الإيضاح
(عَمَّ يَتَساءَلُونَ ؟ ) أي عن أي شىء يتساءل المشركون من أهل مكة وغيرهم ؟
روى عن ابن عباس قال : كانت قريش تجلس لما نزل القرآن فتتحدث فيما بينها فمنهم المصدق ومنهم المكذب به، فنزلت : عمّ يتساءلون.
ثم أجاب عن هذا السؤال بقوله :
(عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ. الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ) أي عن الخبر العظيم الشأن الذي اختلفوا فى أمره، فمن قائل إنه مستحيل كما حكى اللّه عنهم بقوله :« إِنْ هِيَ إِلَّا