ج ٧، ص : ١٢١
متحسرون يائسون من النجاة، دابر القوم : آخرهم الذي يكون فى أدبارهم، وقطع دابرهم أي هلكوا واستأصلوا بالعذاب ولم يبق منهم أحد.
المعنى الجملي
بعد أن بين سبحانه للمشركين أن علمه محيط بما فى الأرض والسماء، وأن عنايته نعم كل ما درج على الأرض أوطار فى الهواء، وأن أمم الحيوان مشابهة لأمم الإنسان، وقد أوتيت من الإلهام والمعرفة ما تميز به بين ما ينفعها وما يضرها أمر نبيه أن يوجه إليهم هذا السؤال مذكّرا لهم بما أودع فى فطرتهم من توحيده عز اسمه ليعلموا أن ما تقلدوه من الشرك عارض شاغل يفسد أذهانهم وقت الرخاء، وارتفاع اللأواء، حتى إذا جدّ الجدّ ونزل بهم ما لا يطاق حمله من الشدائد دعوا اللّه مخلصين له الدين : لئن أنجيتنا من هذه لنكونن من الشاكرين وضلّ عنهم ما كانوا يعبدون من الأصنام والأوثان. وما وضعوا رمزا له من ملك أو إنسان.
الإيضاح
(قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتاكُمْ عَذابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ، أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ؟ ) أي قل أيها الرسول لهؤلاء المشركين المكذبين العادلين باللّه الأوثان والأصنام، أخبرونى إن أتاكم عذاب اللّه كالذى نزل بمن قبلكم من الأمم الذين كذبوا بالرسل، فقد هلك بعضهم بريح صرصر عاتية، وبعض آخر بالصاعقة، أو بمياه الطوفان المغرقة، أو جاءتكم الساعة بأهوالها وخزيها ونكالها، وبعثتم لموقف الحساب - أغير اللّه فى هذه الأحوال تدعون لكشف ما نزل بكم من البلاء، أم إلى غيره من آلهتكم تفزعون لينجيكم مما نزل بكم من عظيم البلاء، إن كنتم صادقين فى دعواكم ألوهية هؤلاء الشركاء الذين اتخذتموهم أولياء وزعمتم أنهم فيكم شفعاء ؟ فأخبرونى أغير اللّه تدعون إذا أتاكم أحد هذين الأمرين ؟


الصفحة التالية
Icon