ج ٩، ص : ١٩٣
روى « أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سأل امرأته : أ يصوم ويصلى ويغتسل من الجنابة ؟ فقالت إنه ليصوم ويصلى ويغتسل من الجنابة ويحب اللّه ورسوله ».
وقد روى « أن أبا لبابة شدّ نفسه على سارية من المسجد وقال : واللّه لا أذوق طعاما ولا شرابا حتى أموت أو يتوب اللّه علىّ، ثم مكث سبعة أيام لا يذوق طعاما ولا شرابا حتى خر مغشيا عليه، ثم تاب اللّه عليه، فقيل له : قد تيب عليك، فقال :
واللّه لا أحلّ نفسى حتى يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم هو الذي يحلّنى فجاء فحله بيده »
.
الإيضاح
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ) أي لا تخونوا اللّه فتعطّلوا فرائضه أو تتعدوا حدوده وتنتهكوا محارمه التي بينها لكم فى كتابه، ولا تخونوا الرسول فترغبوا عن بيانه لكتابه إلى بيانه بأهوائكم أو آراء مشايخكم أو آبائكم أو أوامر أمرائكم، أو ترك سنته إلى سنة آبائكم وزعمائكم زعما منكم أنهم أعلم بمراد اللّه ورسوله منكم.
(وَتَخُونُوا أَماناتِكُمْ) أي ولا تخونوا أماناتكم فيما بين بعضكم وبعض من المعاملات المالية وغيرها حتى الشئون الأدبية والاجتماعية، فإفشاء السر خيانة محرمة ويكفى فى العلم بكونه سرا قرينة قولية كقول محدثك : هل يسمعنا أحد ؟ أو فعلية كالالتفات لرؤية من عساه يجىء، وآكد أمانات السر وأحقها بالحفظ ما يكون بين الزوجين.
كذلك لا تخونوا أماناتكم فيما بينكم وبين أولى الأمر من شئون سياسية أو حربية فتطلعوا عليها عدوكم وينتفع بها فى الكيد لكم.
والخيانة من صفات المنافقين، والأمانة من صفات المؤمنين،
قال أنس بن مالك : قلما خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلا قال :« لا إيمان لمن لا عهد له » رواه الإمام أحمد.


الصفحة التالية
Icon