وفي الفصل الثاني: تحدثت عن منهج التذوق الأدبي للقرآن الكريم ومع ندرة المؤلفات في هذا المنهج، فإن ما أحدثه تفسير سيد قطب، رحمه الله تعالى، من أثر في العصر الحديث ومن تلقي الأمة له بالقبول والرضا يرسم خطوطا واضحة لمنهج في التفسير جديد حتى وإن لم يسلكه حتى الآن إلا مفسر واحد؛ لأن السالك هنا هو سيد قطب، وحسبك به.
- الباب الخامس: "الاتجاه المنحرف في التفسير"
وهذا المنهج وإن كانت ولادته بدأت منذ العصور الأولى في صدر الإسلام إلا أنه في العصر الحديث اتخذ أشكالا وألوانا أخرى؛ ولهذا فقد قسمت الحديث فيه إلى ثلاثة فصول:
الفصل الأول: المنهج الإلحادي في التفسير
وقصرت الحديث فيه على التفاسير المنحرفة لعلماء متخصصين توافرت فيهم أكثر شروط المفسر، ومع هذا جاء تفسيرهم منحرفا ملحدا وينبغي أن أنبه هنا إلى أمرين هامين جدا في هذا المنهج بالذات:
أولهما: أنه يجب التفريق بين التفسير الملحد والمفسر الملحد، فقد يكون أحدهم ملحدا وتفسيره مقبولا؛ لأن الإلحاد جاء في غير هذا الموضع وقد يكون الأمر عكس هذا، فنعرض تفسيرا ملحدا وصاحبه غير ذلك؛ لأنه قال بهذا التفسير من غير أن يعلم ما يوقعه فيه أو ما يلزمه وحين نبه إلى خطئه وضلال تفسيره تاب وأناب، وبقي تفسيره ملحدا.
قصدت من هذا أن أبين أن من الأعلام الذين ذكرتهم من استقام وقد يكون فيهم من رجع عن تفسيره وقد يكون منهم غير ذلك.
ثانيهما: أني تحدثت أولا عن المنهج بعامة، فأجمع فيه الشوارد من هنا وهناك، وقد لا يكون لصاحب التفسير الذي أتيت به غير هذا التفسير، وبهذا فلا يكون من أصحاب المنهج ولا من ملتزميه.
وأضرب لذلك مثلا حين أورد تفسيرا ملحدا لآية قرآنية أو لآيتين لأحمد


الصفحة التالية
Icon