وإنما سموا بأهل السنة لالتزامهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي"١، الحديث ونحوه.
ويسمون أيضا بأهل الكتاب والسنة؛ لأنهم "يعلمون أن أصدق الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، ويؤثرون كلام الله على كلام غيره من كلام أصناف الناس، ويقدمون هدي محمد -صلى الله عليه وسلم- على هدي كل أحد، وبهذا سموا أهل الكتاب والسنة"٢.
ويسمون أيضا بالجماعة، فيقال: أهل السنة والجماعة، وعلل ابن تيمية -رحمه الله تعالى- هذه التسمية بقوله: "وسموا أهل الجماعة؛ لأن الجماعة هي الاجتماع وضدها الفرقة وإن كان لفظ الجماعة قد صار اسما لنفس القوم المجتمعين و"الإجماع" هو الأصل الثالث الذي يعتمد عليه في العلم والدين"٣. وزاد هذا الأمر توضيحا في مكان آخر فقال: "فمن قال بالكتاب والسنة والإجماع كان من أهل السنة والجماعة"٤.
٢ مجموع فتاوى ابن تيمية ج٣ ص١٥٧.
٣ المرجع السابق ج٣ ص١٥٧.
٤ المرجع السابق ج٣ ص٣٤٦.
نشأتهم:
لم يكن في عهده -عليه الصلاة والسلام- فرقة بين المسلمين أي فرقة، وإنما ظهر الافتراق بعد وفاته -صلى الله عليه وسلم- فكلما افترقت فرقة ظهر لها اسم خاص بها وبقي السالمون من الافتراق والخروج هم أهل السنة والجماعة؛ لأنهم الأصل فبقوا على أصلهم هذا، ولذا لما سئل مالك -رحمه الله تعالى- عن أهل السنة قال: أهل السنة: الذين ليس لهم لقب يعرفون به، لا جهمي ولا قدري ولا رافضي١، ولذا -أيضا- قال ابن تيمية، رحمه الله تعالى: