الله عليه وسلم- كما وصفهم الله به في قوله سبحانه: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾ ١، وطاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" ٢. ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم، ويقرون بما تواتر به النقل عن أمير المؤمنين على بن أبي طالب -رضي الله عنه- وعن غيره من أن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، ويثلثون بعثمان ويربعون بعلي -رضي الله عنهم- كما دلت عليه الآثار واختلف بعض أهل السنة في عثمان وعلي -رضي الله عنهما- وإن كانت مسألتهما ليست في الأصول التي يضلل فيها المخالف عند جمهور أهل السنة والجماعة لكن المسألة التي يضلل المخالف فيها هي مسألة الخلافة، وذلك أنهم يؤمنون أن الخليفة بعد رسول الله ﷺ أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، ومن طعن في خلافة أحد من هؤلاء الأئمة، فهو أضل من حمار أهله.
ومن عقائد أهل السنة أنهم يحبون أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويتولونهم ويحفظون فيهم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال يوم غدير خم: "أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي" ٣.
ويتولون أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- ويمسكون عما شجر بين الصحابة -رضوان الله عليهم- وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره، بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم، وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم خير القرون، وأن المد من أحدهم إذا تصدق به أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم.
٢ صحيح البخاري، كتاب الفضائل ج٤ ص١٩٥؛ ومسلم، الفضائل ج٤ ص١٩٦٧.
٣ مسند الإمام أحمد: ج٤ ص٣٦٧، وسنن الدارمي، كتاب فضائل القرآن ج٢ ص٤٣٢، ورواه مسلم في فضائل على -رضي الله عنه- ج٤ ص١٨٧٣.