رحمه الله تعالى في الإتقان"١.
وليس ابن عباس رضي الله عنه بالوحيد٢ بينهم رضي الله عنهم، فقد شاركه في هذا جملة من الصحابة رضي الله عنهم لكنه من أولهم وأشهرهم فذكرناه واقتصرنا عليه.
وقد ورث عن ابن عباس رضي الله عنهما تفسيره طائفة من تلاميذه بما فيه من جذور التفسير البياني، فجاء تفسير مجاهد متأثِّرًا بهذا اللون من التفسير وقد ذكر الأستاذ محمد فؤاد عبد الباقي رحمه الله تعالى جملة من هذا وذاك في كتابه "معجم غريب القرآن".
كل هذا كان قبل عصر التدوين. ولعل هذه الخاصة فيه هي التي جعلت كثيرا من المؤرخين يتجاوزون هذه المرحلة ويعرضون عنها مبتدئين تاريخهم للتفسير البياني ببداية عصر التدوين.
١ انظر الإتقان: ص١٢٠ إلى ١٣٣ ج١.
٢ هذا لا يعني صحة نسبة هذه الأسئلة من نافع لابن عباس رضي الله عنهم كلها؛ فلا شك أنه يصعب الاقتناع بأن مثل نافع يسأل مثل هذه الأسئلة فلو جاز له أن يسأل مثلاً عن "رئيا" "تتبيب" "حميم آن" وغيرها؛ فإنه لا يصح أن يسأل وهو من هو في معرفة اللغة عن "عذاب أليم" "أطعموا البائس" "اضربوا كل بنان" وغيرها، فإن هذا ونحوه لا يعوص فهمه على مثل نافع، زد على هذا أن الرواية تحكي استشهاد ابن عباس بشعر ابن أبي ربيعة، والحارث والمخزومي وغيرهما ممن جاء بعد انتشار ألفاظ القرآن فلا يعقل أن يقتنع نافع بشعرهم ونحو هذا استدلاله بشعر حسان رضي الله عنه، وأمية بن أبي الصلت، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه، وهم لا شك درسوا القرآن وتأثروا بأسلوبه وعباراته فاقتبسوا منه في أشعارهم فلا يستدل بنحو ذلك، وإنما الحجة في نحو هذا لشعراء العربية قبل انتشار آيات القرآن وتداولها بين الناس لكن هذا كله احتياط لا يمنعنا من التسليم بجوهر المسألة أعني رجوع ابن عباس إلى الشعر العربي في التفسير ولا يمنع أن يكون نافع سأل عن بعض هذه الأسئلة وزاد عليها من بعده الرواة ما زادوا ويبقى ما بقي وهو كثير حجة على ما أردنا إثباته من ثبوت جذور التفسير البياني لدى ابن عباس رضي الله عنهما، وقد اقتبست هذا الاحتياط العلمي من الدكتور محمد رجب البيومي في كتابه خطوات التفسير البياني، ص١٨-١٩.
٢ هذا لا يعني صحة نسبة هذه الأسئلة من نافع لابن عباس رضي الله عنهم كلها؛ فلا شك أنه يصعب الاقتناع بأن مثل نافع يسأل مثل هذه الأسئلة فلو جاز له أن يسأل مثلاً عن "رئيا" "تتبيب" "حميم آن" وغيرها؛ فإنه لا يصح أن يسأل وهو من هو في معرفة اللغة عن "عذاب أليم" "أطعموا البائس" "اضربوا كل بنان" وغيرها، فإن هذا ونحوه لا يعوص فهمه على مثل نافع، زد على هذا أن الرواية تحكي استشهاد ابن عباس بشعر ابن أبي ربيعة، والحارث والمخزومي وغيرهما ممن جاء بعد انتشار ألفاظ القرآن فلا يعقل أن يقتنع نافع بشعرهم ونحو هذا استدلاله بشعر حسان رضي الله عنه، وأمية بن أبي الصلت، وعبد الله بن رواحة رضي الله عنه، وهم لا شك درسوا القرآن وتأثروا بأسلوبه وعباراته فاقتبسوا منه في أشعارهم فلا يستدل بنحو ذلك، وإنما الحجة في نحو هذا لشعراء العربية قبل انتشار آيات القرآن وتداولها بين الناس لكن هذا كله احتياط لا يمنعنا من التسليم بجوهر المسألة أعني رجوع ابن عباس إلى الشعر العربي في التفسير ولا يمنع أن يكون نافع سأل عن بعض هذه الأسئلة وزاد عليها من بعده الرواة ما زادوا ويبقى ما بقي وهو كثير حجة على ما أردنا إثباته من ثبوت جذور التفسير البياني لدى ابن عباس رضي الله عنهما، وقد اقتبست هذا الاحتياط العلمي من الدكتور محمد رجب البيومي في كتابه خطوات التفسير البياني، ص١٨-١٩.