المفسر المتفهم مضطر إلى مراعاتها وتقديرها توصلا إلى الفهم الصحيح والمعنى الدقيق"١.
إذًا فهو يرى وجوب ترتيب آي الموضوع الواحد ترتيبا خاصا بحيث يكشف هذا الترتيب عن النواحي التي يحتاجها المفسر للوصول إلى الفهم الصحيح. ثم أجمل الأستاذ أمين القول في المرحلتين السابقتين بقوله:
"فجملة القول أن ترتيب القرآن في المصحف قد ترك وحدة الموضوع لم يلتزمها مطلقا، وقد ترك الترتيب الزمني لظهور الآيات لم يحتفظ به أبدا، وقد فرق الحديث عن الشيء الواحد والموضوع الواحد في سياقات متعددة، ومقامات مختلفة ظهرت في ظروف مختلفة وذلك كله يقضي في وضوح: بأن يفسر القرآن موضوعا موضوعا وأن تجمع آيه الخاصة بالموضوع الواحد جمعا إحصائيا مستقصى.
ويعرف ترتيبها الزمني ومناسباتها وملابساتها الحافة بها ثم ينظر فيها بعد ذلك لتفسر وتفهم فيكون ذلك التفسير أهدى إلى المعنى وأوثق في تحديده"٢.
بقي أن أقول: إن هذه الدعوة من الأستاذ أمين إلى الترتيب التاريخي لآيات الموضوع الواحد كانت دعوة مثالية بعيدة عن التطبيق الكامل بل إن الأستاذ أمين نفسه وتلاميذه من بعده لم يضع أحد منهم خطة لهذا الترتيب ولم يحل أحد منهم إلى ترتيب بعينه يراه الأفضل بالرغم من أنهم يعتبرون هذه الخطوة لا بد منها قبل القيام بالتفسير٣.
المرحلة الثالثة: الدراسة
وتعتبر المرحلتان السابقتان تمهيدا وتوطئة للمرحلة الثالثة؛ إذ إن هذه الأخيرة هي جسد التفسير البياني وإن المرحلتين السابقتين هما القاعدة لهذا الجسد.

١ التفسير معالم حياته منهجه اليوم: أمين الخولي ص٣٦-٣٧.
٢ التفسير معالم حياته منهجه اليوم: أمين الخولي ص٣٧.
٣ اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر: دكتور محمد إبراهيم شريف ص٥٠٣.


الصفحة التالية
Icon