أو إدراج الآية في قسم من الأقسام البلاغية دون قسم آخر!! كلا بل على أن النظرة البلاغية هي النظرة الأدبية الفنية التي تتمثل الجمال القولي في الأسلوب القرآني وتستبين معارف -هذا الجمال وتستجلي قسماته في ذوق بارع قد استشف خصائص التركيب العربي منضما إلى ذلك التأملات العميقة في التراكيب والأساليب القرآنية لمعرفة مزاياها الخاصة بها بين آثار العربية، بل لمعرفة فنون القول القرآني وموضوعاته فنًّا فنًّا، وموضوعًا موضوعًا، معرفة تبين خصائص القرآن في كل فن ومزاياه التي تجلو جماله"١.
ولا شك أن هذا المنهج في التفسير بأصوله التي وضعها صاحبه منهجٌ إن كان ممكنا فبمشقة وجهد ودراية قلَّ أن توجد عند أحد بل إن الأستاذ أمين نفسه شعر بهذا العبء حين قال: ولئن كان مثل هذا مما يطلب أو يوصف في قليل من الجمل أو الأسطر فإن تحقيقه ليس بهذه السهولة والقرب، وإنما يقوم على إصلاح أدبي بلاغي أحسب أن الحياة الأدبية اليوم تحاوله وهي بالغة منه إن شاء الله مبلغا حسنا، ومستفيدة به في التفسير الأدبي للقرآن كما تستفيد هذه المحاولة الإصلاحية نفسها بمزاولتها للتفسير القرآني"٢ وإذا كان الخولي يقول هذا فإنه تجب الإشارة إلى أن المنهج -كما يقول الدكتور محمد إبراهيم شريف- بهذه الصورة من القيود والمتطلبات لم ير النور في محاولة ما من محاولات أتباعه، وإنما وقعت محاولاتهم موقعًا بعيدًا عن الأمل الطموح بصورة أو بأخرى٣.
زد على هذا أن الأستاذ أمين يوجب مراعاة أمر هام في التفسير الأدبي ينبغي على المفسر الاهتمام به هو:

١ التفسير معالم حياته منهجه اليوم: أمين الخولي، ص٤٤.
٢ المرجع السابق: ص٤٤.
٣ اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم في مصر: د/ محمد إبراهيم شريف، ص٥٠٨.


الصفحة التالية
Icon