ج ١، ص : ١٣٠
ثم إن من وراء ذلك، اليهود، يلقون إلى المسلمين بما يفتح للشيطان طرقا كثيرة إلى قلوب لم يتوثّق فيها الإيمان بعد.. فكان هذا التحذير من قبل أن يقع هذا الأمر الذي من شأنه أن يثير شكا وتساؤلا ـ كان تدبيرا حكيما من حكيم، ووقاية للمسلمين من داء أصيب به اليهود من قبل، فعزّ شفاؤهم منه، وطال شقاؤهم به. ثم يقول سبحانه بعد هذا :
الآيات (١٠٩ ـ ١١٠) [سورة البقرة (٢) : الآيات ١٠٩ إلى ١١٠]
وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٩) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (١١٠)
وهذا تحذير آخر من اللّه سبحانه، من أن يستمع المسلمون إلى ما يلقاهم به اليهود عند وقوع هذا الأمر، وهو تحويل القبلة إلى المسجد الحرام ـ من تلبيسات وتلفيقات وأكاذيب.
ثم هو تنبيه للمسلمين أن يمضوا إلى ما أمرهم اللّه به، وأن يستقيموا على قبلتهم التي وجههم اللّه إليها، غير ملتفتين إلى تخرصات المتخرصين، وضلالات الضالين.
ثم يقول تعالى :