ج ١، ص : ٩٢
وأنهم إذا أنكر عليهم أحد أنّهم أنبياء، فذلك أمره إليه، ووزره واقع عليه، ولكن إذا ذهب به هذا الإنكار إلى حدّ الاعتداء على النبىّ وقتله، فإنه حينئذ يكون معتديا، إذ قتل نفسا بغير الحق، لأنها لم ترتكب ما يوجب القتل!.
آية (٦٢) [سورة البقرة (٢) : آية ٦٢]
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالنَّصارى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (٦٢)
التفسير : فى تعداد هذه النعم التي تفضل اللّه بها على بنى إسرائيل ما يوحى بأن فضل اللّه مقصور على جماعة بعينها من خلقه، بل ربما أثار ذلك فى بنى إسرائيل شعورا بالتعالي على الناس، كما سوّلت لهم بذلك أنفسهم، وانطبع به سلوكهم فى الحياة!.
وتلك ضلالة وافتراء عظيم على اللّه، فالخلق جميعا خلق اللّه، والناس كلهم عباده، خلقهم جميعا من نفس واحدة، فكيف يكون بينهم تفاضل عنده، بغير ما يستوجب الفضل، ولا فضل إلا بالعمل الذي تختلف به موازين الناس. وتتباين به منازلهم عند اللّه ؟
فالذين آمنوا، أي الذين سبقوا بالإيمان ليس لهم أن يستأثروا برحمة اللّه، وأن يحجبوها عن عباده الذين لم يؤمنوا بعد ـ بل رحمة اللّه واسعة، وسعت كل شىء، وباب القبول للدخول فى رحابه مفتوح لكل قاصد!.
فأى إنسان ـ على أية ملّة، وعلى أي دين ـ هو مدعوّ إلى رحاب اللّه،