ج ١٠، ص : ١٠٠
إبراز ما يراد إبرازه من أحداثها، واكتفى بالقول : بأن القرآن كلما كرّر قصة جاء فيها بجديد لم يكن موجودا في العرض الأول، أو الثاني أو الثالث..
وهكذا..
دعوى وبرهانها :
والدعوى التي ندّعيها لداعية التكرار في القصص القرآنى، وفي كل تكرار في القرآن الكريم ـ هى أن هذه الصور المكررة يكمّل بعضها بعضا، وأنها في مجموعها تعطى صورة واضحة، كاملة، مجسّمة، أو شبه مجسّمة للحدث، وأن ما يبدو من أنه اختلاف بين المقولات، فى الواقعة، الواحدة، أو الحدث الواحد، ليس إلا تجميعا لمتناثر الأقوال من هذه الواقعة أوليس إلا التقاطا لظاهر القول، وما يكمن وراءه من خواطر وخلجات، لا يستطيع أن يمسك بها إلا النظم القرآنى وحده، على هذا الأسلوب من التكرار الذي جاء به..
فالتكرار الذي يحدث في بعض مشاهد القصة القرآنية، يؤدّى وظيفة حيوية، فى إبراز جوانب لا يمكن إبرازها على وجه واحد من وجوه النظم، بل لا بدّ أن تعاد العبارة، مرّة ومرّة، لكى تحمل في كل مرة بعضا من مشخّصات المشهد، وإن كانت كل عبارة منها تعطى صورة مقاربة للمشهد كله.
ولنا أن نشبه ذلك ـ على بعد ما بين المشبّه والمشبّه به ـ بالتصوير « الفتوغرافى » والتصوير « السينمائى » أو « التليفزيونى »..
ففى التصوير « الفتوغرافى ».
. اللقطة الواحدة تصوّر المشهد كله، تصويرا كاملا.. صامتا..
والصورة هنا، وإن أعطت جميع ملامح المشهد، فإنها تحتاج في قراءتها