ج ١٠، ص : ٢٠٩
جميلا، والشرّ خيرا » واللّه سبحانه وتعالى يقول :« أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً » (٨ : فاطر).
ـ وقوله تعالى :« فَهُمْ يَعْمَهُونَ » أي يعشون عن طريق الهدى، فلا يقيمون وجوههم عليه، بل يتخبطون في ظلمات الجهل والضلال.
وفي قصر عدم إيمانهم، على الآخرة، ما يشير إلى أن الإيمان بالآخرة لا يكون إلا بعد الإيمان باللّه.. فمن لم يؤمن باللّه، وبقدرته على البعث، فلن يؤمن أبدا يبعث أو حساب وجزاء، أو جنة ونار..
قوله تعالى :« أُوْلئِكَ الَّذِينَ لَهُمْ سُوءُ الْعَذابِ وَهُمْ فِي الْآخِرَةِ هُمُ الْأَخْسَرُونَ ».
هو الجزاء الذي يلقاه المكذّبون بالآخرة، الكافرون باللّه، الذين أعمتهم أهواؤهم وشهواتهم عن أن يفكّروا، ويتدبروا في خلق السموات والأرض، وأن يستمعوا إلى آيات اللّه التي تتلى عليهم..
قوله تعالى :« وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ ».
هو بيان لمتنزّل القرآن، وأن هذا المتنزّل هو مقام عال لا ينال.. فاللّه سبحانه وتعالى، هو الذي ينزّل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده.. وهذا القرآن هو منزّل من ربّ العالمين.. وإذن فالقول بأن القرآن شعر، هو باطل الأباطيل، حيث لا وجه للشبّه بينه وبين الشعر، من حيث نظم الكلام، ومحتوى هذا الكلام، ، وما يحمل من معان.
وفي وصف اللّه سبحانه وتعالى في هذا المقام، بهاتين الصفتين : حكيم، وعليم.. إشارة إلى ما في القرآن من حكمة وعلم.. حكمة، فى تقرير الحقائق، وفي وزن التكاليف، ورسم الحدود الشرعية، وضبط ذلك كله بميزان دقيق،


الصفحة التالية
Icon