ج ١٠، ص : ٢٦٨
أآلهتكم هذه الجاثمة الجامدة، أم اللّه الذي يهديكم في ظلمات البر والبحر، بما أقام لكم من معالم في السماء والأرض، تتعرفون بها وجهتكم، فى تنقلكم على ظهر الأرض أو البحر ؟ أآلهتكم هذه المستخزية العاجزة.. أم الإله الذي يرسل الرياح فتثير السحاب، وتدفعه إلى حيث ينزل ماء من السماء، فيحيى الأرض ومن عليها ؟
ماذا تقولون ؟
أجيبوا.. أيها اللّاهون الغافلون! ويجيبون بهذا الصمت الغبي.. ويجيب الوجود كله من حولهم، بهذا الجواب، الناطق بوحدانية اللّه، المنزه للّه عن الشريك، والصاحبة والولد..
« تَعالَى اللَّه ُ عَمَّا يُشْرِكُونَ »
قوله تعالى :« أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ ؟ أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ ؟ قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ » ؟
وهذه معادلة أو موازنة خامسة..
أآلهتكم هذه العجماء، الصماء.. أم اللّه الذي يبدأ الخلق، وينشئه ابتداء على غير مثال، ثم يعيده خلقا آخر كما بدأه، بعد أن يبلى، وتذهب معالمه ؟
ماذا تقولون ؟
أتقولون بعد هذا.. إن مع اللّه إلها، يصنع ما يصنع اللّه، ويتصرف معه فى هذا الوجود، أو يشاطره بعضا منه ؟
« قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ.. إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ».


الصفحة التالية
Icon