ج ١٠، ص : ٢٨١
فى هذا تكريم للنبى، واحتفاء به، والتفات إليه بعين العناية والرعاية.
قوله تعالى :« وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ ».
هو تهديد للمشركين، وأنهم لن يفلتوا من يد اللّه، ولن يخلصوا من عذابه لما هم فيه من كفر وضلال، يمتلىء به صدورهم، وتنطق به ألسنتهم، وتتشكل منه أعمالهم.. واللّه سبحانه يعلم ما يخفون وما يعلنون.. فأين يذهبون ؟ وفي تكرار الإضافة للنبى إلى ربه وبضمير الخطاب للّه لا بضمير الغيبة ـ فى هذا توكيد لهذا التكريم للنبيّ وإيناس له في حضرة ربّه..
قوله تعالى، « وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ » ذلك هو بعض علم اللّه، الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء.. فما من غائبة تغيب عن علم كل عالم في الأرض أو في السماء، إلا ويعلمها اللّه، لأنها مودعة في كتاب مبين من قبل أن توجد.. كما يقول سبحانه :« ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ » (٢٢ : الحديد).
قوله تعالى :« إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ».
مناسبة هذه الآية لما قبلها وما بعدها من هذه الآيات، هى أن بنى إسرائيل كانوا في نظر المشركين أصحاب علم، وأهل كتاب، وكانوا يسمعون منهم، ويتلقون عنهم كثيرا من الأخبار.. فلما جاء القرآن الكريم، وحمل


الصفحة التالية
Icon